-->

كواكب يمطرها الألماس

                                 بسم الله الرحمن الرحيم 



                                  كواكب يمطرها الألماس

     

    كواكب يمطرها الألماس
    كواكب يمطرها الألماس

     

    توصل علماء أمريكيون إلى أن أحجارًا من الألماس -تقارب في حجمها الأحجار الكريمة في مجوهرات نجمات السينما الأمريكية- قد تهطل على كوكبي "زحل" ، و"المشتري" .


    وأوضح العلماء أن بيانات جوية جديدة عن الكوكبين العملاقين تشير إلى وجود غاز "الكربون" بوفرة في شكل كريستالي متلأليء،
     وتحوّل العواصف الرعدية غاز "الميثان" إلى "الكربون" الذي يزداد صلابة أثناء هطوله حتى يصبح في صورة كتل من "الغرافيت" ثم الألماس،
    وأشار الباحثون خلال مؤتمر علمي إلى أن هذه الأحجار البَرَدية من الألماس تذوب في بحر سائل
     في مناطق ساخنة في الكوكبين .

    وقد يصل قطر أكبر الألماسات إلى نحو سنتيمتر؛ وألماسة بهذا الحجم الكبير يمكن بها ترصيع خاتم! على الرغم من أنها ستكون في شكلها الأولي! وهذا ما ذكره "كيفين بينز" الباحث بجامعة "ويسكونسين ماديسون"، ومختبر الدفع النفاث بوكالة الفضاء والطيران الأمريكية "ناسا".

    وأضاف "بينز" أن الممثلة الراحلة "إليزابيث تايلور" كانت لتفتخر بارتداء ألماسة بهذا الحجم.

    والخلاصة أن ألف طن من الألماس يتكون فوق كوكب "زحل" سنويًا، ويتسائل الناس كيف تمكن "بينز" من التأكد من هذا الأمر؛ وذلك نظرًا لعدم وجود سبيل للذهاب هناك ورصد تلك الظاهرة، ويرد "بينز" قائلًا أن الأمر يكمن في الكيمياء! وبها يعتقد بصحة هذا الأمر .
    ولقد عرض "بينز" نتائجه غير المنشورة خلال الاجتماع السنوي لقسم علوم الكواكب التابع للجمعية الفلكية الأمريكية في "دينفر" بولاية "كولورادو"، بصحبة زميلته "مونا ديلتسكي" الباحثة في الهندسة التخصصية في "كاليفورنيا".

    ولقد ساد اعتقاد لفترة طويلة أن كوكبي 'أورانوس" و"نيبتون" يحتويان على أحجار كريمة، لكن لم يسد بعد مثل هذا الاعتقاد بشأن كوكبي "زحل" و"المشتري".

    وحلل كل من "بينز" و"ديلتسكي" أحدث التنبؤات المتعلقة بدرجة الحرارة، والضغط الداخلي للكوكبين، بالإضافة إلى بيانات جديدة عن تحولات الكربون في الظروف المتباينة،
    وخلُص الاثنان إلى أن بلورات كريستالية مستقرة من الألماس سوف تهطل على منطقة ضخمة من كوكب "زحل" على وجه الخصوص،
    وقال "بينز" أن الأمر يبدأ برمته في الغلاف الجوي العلوي، بالتحديد في أزقة العواصف الرعدية؛ حيث يتحول غاز "الميثان" إلى "كربون" بفعل البرق، ومع سقوط "الكربون" يزداد الضغط عليه؛
    حيث يتحول بعد نحو ألف ميل إلى "الغرافيت" -وهو شكل شبه مسطح من أشكال الكربون كالذي يوجد في أقلام الرصاص-،
    ثم على عمق 6000 كيلومتر تتصلب هذه القطع المتساقطة من "الغرافيت" وتتحول إلى ألماس صلب، ويواصل هذا "الغرافيت" السقوط لثلاثين ألف كيلومتر أخرى، وبمجرد وصوله لتلك الأعماق الشديدة يرتفع كل من الضغط، ودرجة الحرارة بشدة؛ فلا يمكن حينها للألماس أن يظل صلبًا.


    ولا يوجد حتى الآن ما يؤكد ما يحدث للكربون هناك، لكن أحد الاحتمالات يفترض أن بحرًا من الكربون السائل قد يتكون؛
     حيث قال "بينز" أنه لا يدوم الألماس على كوكبي "زحل"، و"المشتري"، لكنه يدوم على كوكبي "أورانوس" و"نيبتون"؛ نظرًا لكونهما أشد برودة عند مركزيهما.

    ومن المقرر أن تخضع نتائج الدراسة لمراجعة دقيقة، غير أن خبراء آخرين في علوم الكواكب قالوا لـ"بي بي سي" أنه لا يمكن استبعاد احتمالية هطول أمطار من الألماس؛
     حيث أن فكرة وجود نطاق عميق في أجواء كوكبي "المشتري" و"زحل" يستقر فيه "الكربون" على هيئة ألماس تبدو معقولة.

    لكن "ريموند جينلوز" -أحد أعضاء الفريق الذي كان أول من تنبأ بوجود ألماس على كوكبي "أورانوس" و"نيبتون"- قال بأنه نظرًا لأحجام هذه الكواكب الكبيرة فإن كمية الكربون -وبالتالي الألماس- المحتمل وجودها هي كمية ضئيلة.

    ومع ذلك قالت "نادين نيتلمان" -الباحثة بجامعة كاليفورنيا- أن ثمة حاجة إلى المزيد من العمل لمعرفة ما إذا كان الكربون يمكن أن يشكل ألماسًا في غلاف جوي غني بالهيدروجين،
    والهيليوم مثل: كوكب زحل أم لا؟ وأضافت أنه على"بينز" و"ديلتسكي" أن يدرسا بيانات "الكربون" النقي بدلًا من مزيج "الكربون"، و"الهيدروجين"، و"الهيليوم"، وأنه لا يمكننا استبعاد السيناريو المطروح بشأن سقوط أمطار الألماس على "زحل" و"المشتري"، رغم عدم معلومات لدينا عن أي بيانات عن المزيج في الكواكب؛ لذا لا نعرف ما إذا كان تكوّن الألماس يحدث بالفعل أم لا؟

    وفي الوقت نفسه يدور ما يعرف باسم "كوكب الألماس-e Cancri 55" حول نجم يبعد عن نظامنا الشمسي 40 سنة ضوئية؛ حيث أن دراسة أجريت في عام 2010 رجحت أنه كوكب صخري ذو سطح من الغرافيت يحيط بطبقة سميكة من الأماس، بدلا من الماء والغرانيت مثل: الأرض.

    لكن بحثًا جديدًا من المقرر نشره في دورية الفيزياء الفلكية يختبر صحة هذا الاستنتاج؛ حيث يستبعد نجاح أي بعثة فضائية ترسل لجمع عينات من سطح الكوكب في استخراج أي شيء لامع؛ لذا فقد يبدو الآن أن الكربون -وهو المادة التي يصنع منها الألماس- أقل توافرًا من الأكسجين في النجم المضيف لهذا الكوكب، بل ربما في الكوكب نفسه.

    وقالت "جوانا تيسك" -الباحثة في جامعة "أريزونا"- أنه بناءً على ما نعرفه في هذه الفترة أن كوكب "e 55 Cancri" يبدو بدرجة أكبر ألماسًا في صورته الخام.
    _____________________
    ترجمة: أحمد عماد
    تدقيق: ايمان المأوى
    تصميم: محمد يحيي
    المصادر: https://go.nature.com/2SakW6L
    https://bbc.in/2PUFxQc


                                              1254658
    شارك المقال
    ElFedawy
    كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع El Fedawy tec || الفداوي للمعلوميات .

    مقالات متعلقة

    إرسال تعليق